غرديني / بقلم الشاعر سهيل درويش
غرّديني ...!!
_________
غرّديني
و اجعلي الغيمَ يروحُ
ظلّ فَيءِ الزعفران
و اجعلي الموجَ يلمني
و اجعليهِ
ريحَ كلِّ الأقحوانْ
و اجعلي الرَّعدَ قوياً
و ازرعي البرقَ نَديَّاً
و ازرعيه مثلَ خفقٍ
لمعتْ في الليلِ منه
نَجمتَانْ
نجمةُ الصُّبحِ و أخرى
في شغافِي تَرجفانْ
غرِّديني...
إنَّ تحنانَ جفوني
يشتهي عينيك دوماً
تتبدَّى فيه صبحاً خفقتانْ
خفقتي تشتاقُ منكِ كلّ دفق
الشّريَانْ
ذاتُ فَجرٍ
يأتِنِي سِرٌّ غريبٌ
يتمشَّى في دمائي
مثلما سارتْ بقلبي ظبيتان
أنتِ دوماً في عيوني ، وردتانْ
وردُ ريحِ البيلسانِ
ريحُ كلِّ الزعفرانِ
يشتكي منكِ عيوناً تَسْحرانْ
غرِّديني
و اجعلي الصُّبحَ كنايٍّ
و اجعلي الفجرَ كآيٍّ
لملمتْ منه الثواني شهقتان
وَلِّفي قلبي يكونُ
مثلَ محرابِ صلاةٍ
مثلَ لفتاتٍ تموجُ
في عيون الشَّوقِ مني
موجتانْ
سوِّريني بجفونٍ ، وشجونٍ
و عيونٍ ...
سوّري قلبي رموشاً
و دعي قلبي يروحُ ...
فيفوحُ الأرجوانْ
غرِّديني
و اجعلي مني وريداً لدماءٍ
حارقاتٍ لشغافي
دائما تهفو
و تغفو في ظلالٍ رعشتانْ
إنَّ قلبي إِذْ يلمني
ماءُ أجفاني ، عميقُ الغَليَانْ
لا تلمني يا حبيبي
عشق أجفاني..
عبيقُ الأقحوانْ
ذاكَ عنواني رحيقُ لصباحٍ
جنّ فيه البيلسانْ ....
وشكت فيه عيوني
كُلَّ لهفاتِ الدَّوالِي
سكِرَتْ منه العناقيدُ صباحاً
و مساءً
جَنَّنَتْهُ القبلتانْ ...!!
سهيل أحمد درويش
سوريا _ جبلة
تعليقات
إرسال تعليق