يا مقلة العين هلي الدمع وانسكبي / بقلم الشاعر عبد العزيز بشارات


---------------( في رثاء الأخ والقريب إبراهيم غرايبة )-----------

*****************************************************

يا مُقلةَ العين هِلّي الدَّمعَ وانسَكبي ....وَمِن شجونِ الأسى للراحلِ انتحبي

بان الحبيبُ وما عادت نَضارتُه........تبدي البَشاشةَ أو تنسابُ في الهُدُب

قد سافَر الظَّعنُ يا ويلاهُ مُرتَحلاً.........وحطّ في مَحفلٍ قد تاه في الحُجُب

وارَته عنّا مسافاتٌ وأقنِعَةٌ ........................ودَثّرَتهُ غُيومُ المَوتِ بالتُّرَب

أَرثيكَ دَمعاً وأبياتاً مُولَّهةً......................وأستَحِث بيانَ الشِّعر في الطّلب

صديقُ عُمري أخي يا خيرَ من فقَدَت....منّي المشاعرُ واهتزّت لَهُ رُكبي

وحامِلُ الكَلّ لمّا كنتُ أقصِدُه.................الصادقُ العهدَ والموفورُ للطلب

تفديكَ روحي أخي والقلبُ مُنفَطرٌ.......ذكرى الطُّفولةِ  عن عَينيّ لم تَغب

أرهقتَ روحي وذابت حَسرتي جَزعاً.....على قريبٍ لِحبِ الناس مُنتسب

أَتذكرُ البيتَ إبراهيم مِن زمنٍ................والدهرُ يرمُقُه من سالِف الحِقب

هل تذكرُ الدَّرسَ في السّاحات نحفَظُهُ.......نَلهو ونمرحُ بالأوراقِ والكُتُب.

إني سأودِعُ عندَ الله خَيرَ أخٍ...................كَساهُ ربّي ثيابَ النور والذهب

لمَن تركتَ عَصافيراً مُغردةً.........تبكي الدموعَ على الأغصانِ والقَصَب

نم يا رفيقَ الصِّبا ما دمتَ مُنتظرا........خيرَ الجزاء من الرحمن وارتقب

تركتَ مَجداً وصيتاً كَم يَتيهُ به...............أبناؤكَ الصيدُ يرقى قمةَ الشّهُب

قد حُزتَ مِن صفوَةِ الأخلاق مَنزلةً............فنِلتَ مَرتَبَةً تعلو على الرّتبِ

كم أسعدَتني كُليماتٍ نطقتَ بها...................لمّا اتيتُكَ ليلاً لحظة الوَصَب

نطقتَ باسمي وسهمُ الموتِ منتظرُ.......ومَنطقُ الحقّ عن عينَيك لم يَغب

الموتُ حقُّ أخي والكلُّ ذائِقُهُ......................ولا يدومُ ولو عزَّ المُقامُ نبي

-------------------------------------------------------

عبد العزيز بشارات /أبو بكر /فلسطين

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

آخر الشرفاء /بقلم الشاعر محمد الفضيل جقاوة

قلب الشاعر /بقلم الشاعر فؤاد زاديكي