ذكريات سحيقة / بقلم الشاعر سيد حميد عطاالله


* ذكرياتٌ سحيقة*


همهمَ الهمُّ والأهاتُ التراقي

قاطعاتُ الأرزاقِ والأعناقِ


ذلكَ الغصنُ في ذبولٍ تراهُ

حتَّتَ الشجوُ منبتَ الأوراقِ


هكذا النبولُ حينَ تدخلُ قلبًا

مالئاتِ الجراحِ في الأعماقِ


لسعةُ الدهرِ والدماءِ كنهرٍ

قدَّها الحيفُ في أذى المهراقِ


يركبُ الموجُ في السفينِ فأضحى 

كلُّ شيءٍ يقودُ للإغراقِ


لوَّحَ الليلُ بالظلامِ كريتًا

سوفَ أدعو النهارَ للإشراقِ


تلكمُ النارُ أُوقِدَت قبلَ حينٍ 

تلكمُ النارُ من لظى الإحراقِ


يستحيلُ الزمانُ نارًا فهيّا 

أطفئوا النارَ من جوى العشّاقِ


سمُّها اليومَ ما يزالُ بجسمي 

اعطني رشفةً من شفى الترياقِ


مهمهِ الآنَ شدةً ثم بؤسًا 

صبصبَ الفقرُ قسوةَ الإملاقِ


كلمّا زدتُ ما أريدُ أتاني 

فجرُ همٍّ يزيدُ في إقلاقي


باقياتُ الهمومِ توقدُ نارًا

أحرقت نفسَها ثم تهدي البواقي


أُفُقي اليومَ لم يزل في غروبٍ 

غسقُ الآهِ في سما الآفاقِ


في البعيدِ القريبِ تسكنُ روحي 

من صغيرٍ ذكرتُ للعملاقِ


حينما كنتُ أجلسُ في رحابٍ

أذكرُ القرفصاءَ في قعودِ الرواقِ


ذكرياتي غرستُها منذُ حينٍ

ما أراها تجدُّ في الإيراقِ


اقطعِ الآنَ من فروعي فروعًا

أيها الدهرُ مُسقطَ الأوراقِ


انفقِ الجرحَ في الكلومِ ودعها 

تتصدَّى تفاقُمَ الإنفاقِ


كنتُ أجري بجنةٍ عندَ أمي

حيثُ اجري بصحبةِ الأحداقِ


كنتُ أجري ووالدي كانَ خلفي 

لم يدعني أُصابُ بالإخفاقِ


جنّتي ماؤها تحنُّنُ أمي 

كم روتني بعطفِها الرقراقِ


جبلٌ والدي كانَ يحمي تلالًا 

والدي ذاكَ حاملُ الإشفاقِ


هكذا الدهرُ يسرقُ جنتينا 

إنّهُ الدهرُ أمكرُ السراقِ


حَلبةٌ كلُّنا نهرعُ فيها 

قد قطعنا السباقَ تلو السباقِ


بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق/ السبت / ٢٦/ ٣/ ٢٠٢٢

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الى اين / بقلم الشاعر سعد السامرائي

عيناك مملكتي/ بقلم الشاعر محمد الفضيل جقاوة

آخر الشرفاء /بقلم الشاعر محمد الفضيل جقاوة