رأيت الله / بقلم الشاعر سمير حسن عويدات
رَأيتُ الله
******
رأيتُ اللهَ في عَبَثِ البَرَيا
وكيفَ اللطفُ يُشفِقُ بالعِبادِ
فكمْ مِنْ عابرٍ بعَمَاءِ طرْفٍ
يُحدِّثُ هاتِفاً والموتُ بادِي
وسائقِ أُجْرَةٍ يهفو لصوتٍ
يُحَدِّدُ وِجْهَةً عنها يُنادي
وكلٌّ لا يُحَدِّقُ في طريقٍ
ويعدو صوبَ زيفٍ باجتهادِ
مَرَرْتُ بحادثٍ والموتُ فيهِ
وشخصٍ لم يُصَبْ لولا التفادي
وفي المَشفى يُقالُ : الموتُ حَتْمٌ
ويحيا كالفِنيقِ مِنَ الرَّمادِ
ونارٌ أُشْعِلَتْ في بيتِ جارٍ
ليَحرقَ نفسَهُ صِنوُ الفسادِ
كثيفٌ مِنْ دُخانٍ ظلَّ يعلو
عَجوزٌ ما لا جَهْدُ ابتعادِ
سوادٌ في سوادٍ باتَ يربو
وأُبصِرُ بعدهُ ثوبَ الحِدادِ
عَجُوزٌ جاوزت تسعينَ عاماً
وغِرٌّ مُدْمِنٌ بهَوَى العِنادِ
حياةٌ كالنسيجِ بلا افتراقٍ
وتُخرَقُ بالجنونِ وبالرشادِ
وساعاتٌ تدورُ بلا ارتِباكٍ
كأنَّ الوقتَ مَعقودٌ بحادي
بقافِلةٍ ولا تدري سُرَاها
مِنَ الأقدارِ تُطعَمُ دونَ زادِ
وشِعري مُمْسِكٌ بالناي يرنو
يُحَدِّقُ والرُّؤى مِنْ قلبِ شادي
**********
بقلم سمير حسن عويدات
تعليقات
إرسال تعليق